السبت، 28 نوفمبر 2015

إلى حلمي

عزيزي الحلم البعيد...
تحية طيبة و بعد، طال البعد بيننا الى ان أوشكت ان أفقد الأمل في لقائك، و لكن اود ان اخبرك يا عزيزي انه كلما طال بعدك، كلما زاد عند صاحبتك لتحقيقك، لا تغضب مني يا عزيزي فأنا لا أتحداك، و لا اجرؤ على ذلك...أود أيضاً ان اعتذر منك يا حبيبي، فلا تبالي لهؤلاء الذين يجتمعون للنيل منك و يتحدون عليك لوصفك بالتفاهة و السطحية، ألا يكفيك يا عزيزي تحدي صاحبتك للوصول...فقط ارجو منك علامة انك جواري، اتمنى انك لا تبالى و تساندني، اعلم جيدا ان عقارب الساعة تفصل بيني و بينك، و لكني اعدو اليك بكل ما استطعت من قوة...لا تغضب منى يا عزيزي حين اشعر باليأس، فذلك ليس يأسا بك بقدر ما هو يأس من التخلص من ناقديك، فإيماني بك لا يهتز ابدا، اعلم انك قد تغضب مني لأني استمع اليهم و اتناسى عقارب الساعة التي تفصل بيني و بينك، و لكن يا عزيزي لما لا تلتمس لي العذر و تمد يدك لتنتشلني من على الطريق...
أريد ايضا قبل ان أنسى أن أخبرك ان هناك من يحبك مثلي و يحتضنك معى و يساعدني في الشد و الجذب للوصول إليك، أعلم نصيحتك و رغبتك منى في التمسك بهؤلاء، لذا على ان اطمئنك انني في مسعاي إليك لن اصل إلا بهم... اعلم كل العلم ايضا ان هذه الرسالة مصيرها كتلك الأخريات التائهات في مكاتب البريد...و لكن ألا تنازلت يا عزيزي و رسمت معي حتى معالم الطريق إليك، أنا على يقين انك ستقول عنى طماعة و ملحة و كثيرة الطلبات...و لكن اعدك ان اكون دائما على طريقك و لن ارتد عنه...و اعدك ان اصون حقك و احترف صنعتك...
إلى لقاء قريب يا عزيزي و لن تراني وحدي بل سأعرفك على اصدقاء الطريق اليك

الجمعة، 20 نوفمبر 2015

خطوات


تداركت خطواتها الثابتة، دون النظر الى العالم وراءها، تعلم جيدا ان في كل خطوة اثر لقدمها، حتى حين تحملها الريح الشديدة، تدرك ان التطاير بهجة من نوع خاص لها اثارها، فبقدر ما تمحو تلك الرياح اثار الاقدام الثابتة على الارض، فهي تصنع اثارا اخرى تلتمسها الارواح و القلوب طيرا في الهواء،ترتكز إلى عقلها و تتحالف مع قلبها حتى يمكناها من رؤية ما هو قادم، احيانا تحجمها اساور الماضي الفضية فتتشبث بها، ثم تتطاير مع فصوص المرجان العالق في حاضر رسمته اثار اقدامها ارضا و سماءا، و من ثم تحمل تجربة الماضي و تضفرها في الحاضر، فترسم مجهولا ادركت ثناياه فأصبح معلوما، لقبته بالغد، تفرد ذراعات تجاربها و خطوات حاضرها امام اعينها، فيصبح مجهولها ما هو الا رسم تخطيطي يمتزج ببقايا اثار اقدامها التي تداركتها الريح العاصفة....يتضفر عالمها الخاص في وشاح يتقلد بعصف ذهني ادركت به ان اثار الاقدام وسيلة و ليست غاية، و تتجلى عفوية روحها حين تتقلد هي الاخرى بذلك الوشاح، فتتمكن منها كل مقومات الحياة و تتصالح هي و وشاحها مع تلك الرياح....

ظلك

و من ظلك تنسج احلاما، يتحسس ظلك تلك الشحنات السلبية و الايجابية من حولك، يبرز روحك في ظلام يشع فيما بعد نور احلامك، ظلك هو قمر طريقك في حضور الشمس، و شمس ليلك في حضور القمر، هو تلك المرآة التي لا تتلون بمظاهر بل هي مرآة ملامح روحك، لا تخجل من تفاصيل ملامك ظلك، فهي روحك، انت منها و هي منك....

الرحلة و الفكرة


و تناثرت البيوت لترسم معالم الرحلة، و لكن بدأ الرحالة فضولا قبل ان ينتظر معالم الطريق، و في طريقه لا ترسم المعالم بالبيوت فقط، بل يشاركه الرحلة اصحاب تلك البيوت، و مع كل معلم ترسمه دلالات طريقه، يرتسم بل يشيد معه بيت في قلبه، فالرحلة مجالان، ذلك الذي تراه العيون، و ذاك الذي تشعره القلوب، تتناثر الاكواخ و البيوت لتكمل معالم المسار، و لكل بيت عيني اثر قلبي، و لكل كوخ مرئي مجال روحي، حتى سفوح الجبال البعيدة تقابل ناظريها باثار فريدة، تنادي الرحالة فيترك بيوت رحلته و يلبي النداء، و تكتمل معالم الطريق من الارض إلي القمة، من الكوخ الى البيت الى اسرار كهف لا تراها عين و لكنه يسحر روح....و بسحر الروح تكتمل الرحلة و نجد نوافذ كل معالمها تدنو من الرحالة و الى قلبه، و تصبح الرحلة اساس الفكرة، و الفكرة ما هي الا رحلة....(الصورة من بلدنا الحلوة اوي)

السكن المعهود


و للجمال سكن معهود، مكان يسمى القلوب، و رغم تقلب القلب فسكنه يظل موجود، يتلون عبر العهود , و لكنه لا يفنى، يتنقل بشفافية عبر المرايا، و يتحسس كل المزايا...
صباحكم جمال مليان اشكال و الوان...الجمال لون سحر الروح

النخلة الطيبة


و النخلة لو زرعة ناس طيبة عمرها ما تنكر جميل، دي كل ذرة طيبة روت ارضها هتفرد و تشد الحيل، حتى في علوه شموخه بيعز الكرامة و يرد الاهانة ، و يحضن جريده السما من غير ملامة، و مين يلومه و هو نتاج ارض اصيلة و ايد جميلة، و الارض الاصيلة دايما بتحضن، و الايد الجميلة متعرفش غير تروي، و النخلة اللي طارحة ما تنكر جميل تمد ايديها لمصري اصيل، و تحوط عليه بالحب و الخير، و يعلا بعنيه و يشوف حبايبه في حضن السما، و كل بلحة تطرح ليها فرحتها، و كل جريدة تشد الوتد و تزيد خيره...
( بلدنا جميلة)

روح خضرا


اكتشاف الحياة ما هو الا سر غامض، يجمع بين شموخ النخل، و عمق البحر، و طول الطريق، اتساع السماء، و عرض الارض، لكل منهم مساهمة في تلك الطبيعة الغامضة، و لكن حين تتأمل كل هذه العوامل ستجد مفتاحا لكل باب مغلق، و عندما يفتح بابا تلو الاخر، تتجمع الصورة كتلك المكعبات التي يلهو بها طفلا صغيرا في بحر براءته، عند الترحال بعينيك إلى ابعد نقطة في سفح النخل العالي، ترد نظرتك الى باب قلبك فتزول الاقفال و تبوح بنور يشع من قلبك و يملأاتساع السماء، فتهتف السماء بمجد نورك و تعكسه بشعاع يحتضن بحر النفس، و ما من ابواب نفسك الا ان تفتع على مصرعيها، و تمهد طول الطريق بعرض الارض و طولها ان امكن، و في الافق تترنح روح طيبة ، خضراء لكن مخضرمة، تشربت كل خبرات المفاتيح و ابواب كنا نحسبها تخفي غموضا، و لكن غموض الحياة ما هو الا سر لاكتشاف الحياة، و مع كل غامض ينكشف، في نفسك سر يتنفس الصعداء و يسبح مع روحك الخضراء..... (الصورة من واحة سيوة)

كينونتي


و للكينونة وجوه اخرى ...و لكنك عامل مشترك 
عند الشرود و الشجن...تظهرين في سماء جلية واضحة
عند الفرح و البهجة...تنتشرين و تشاركين
عند الألم...تتملكين الروح و تسانديها
عند كل حاجة...لكى تأثير اخضر لون قلبك
و عند الفجر...تتملكين القلب بدعوة صافية

و عند النوم...تكونين ملكوت الحلم
و عند العلم و العمل...مثال يحتذي به الجميع و انا اولهم
و عند الوصف...يعجز اللسان و تعجز الانامل وصفك
و عند الحب....فكلك هو و هو انتي ..