السبت، 13 يناير 2018

عباءة بيضاء



عباءة بيضاء...لم يرتديها لأنه يريد بل وضعوه فيها حين ولد، عباءة بيضاء لم تتحمل حتى أبسط همومه و هو صغيرا لا يدري بشئ، فبدلوها عنه...ثم بدلوها عنه...ثم بدلوها عنه...
و حتى حين نضجت روحه و ارتداها بإرادته، تلطخت بهموم أكبر...أكبر من إرادته، حارب و ارتدى غيرها، فلم تظل على حالها، افترش الأرض غضبا، و لكنه حين استعاد وعيه،بدأ في البحث عن عباءة أخرى مثلها، ارتداها و مشى في عالمه ثانية، ما زال لا يفهم ان تلك الهاء الملحقة بعالم"ه" لا تعطيه حق الانفراد به و فيه، و اتسخت العباءة من جديد، و لكن هذه المرة تأذت عباءته ممن حوله اكثر من ذي قبل، بدأ يتساءل و لأول مرة "ماذا تفلون، لما أنا؟" و لكن لا حياة لمن تنادي...
لملم عباءته...أو ما تبقى منها و أغلق على نفسه ثانية، و بدأ ينظر إليها و يتساءل "إلى متى؟"
تحامل على نفسه، حاول نفض هموم عباءته، فشل، و لكن الأمور تأزمت أكثر حيث تثاقلت حركته عليه من شدة ما يحمل، حملته قدماه بالكاد، بدل عباءته ثانية...ثالثة...خامسة...عاشرة...سئم من العد، بل اعتاده فتنساه، خرج من جديد إلى عالم-دون الهاء-----
و انعادت الكرة، أقوى...أشد قسوة...يدور، يتراقص، يتمايل...تثاقلت خطواته و همومه أيضا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق