كثيرا ما تتغنى كطفلة في حديقة ليس لها
أسوار، مفتوحة على عالمها لكنها تبتعد عنه على الأقل في خيالها، تتناسى الواقع من
حوله، تنسى حتى سنواتها الثلاث و عشرين ورائها. ترتكز بكل ما فيها من قوة إلى وسع
السماء، و فجأة تضيق سماؤها عليها؛ إنها الذكريات، تتجمع كلها بلا اتفاق و لكنها
تأتي على الموعد. عبء و مسئوليات تهب في حديقتها، تهز الجذوع و الفروع كريح خريف
تناسى هو الأخر نسيم الصيف و روح الربيع.
دوامات الفكر تسطو على خيالها، هل هو شريط
فيديو مجبرة على مشاهدته حتى النهاية؟ عائلة...دراسة...عمل...قراءة...كتابة...ناس،
كلمات تطرق الذهن بإنسيابية شدية لا تتناسب مع تناسيها للواقع، تتدفق كل هذه
الكلمات بكل معانيها كقطرات المطر الذي تستمتع به يغسل روحها دائما.
قطار الحياة لا يفارق حتى حديقتها، و ذلك
لأنها مفتوحة بلا أسوار، تحجمها الأسوار، تطبق على أنفاسها، كم تمنت أن يسير
قطارها بلا توقف، يسلك وجهته المحددة فقط، و لكنه في النهاية قطار عليه ان يتبع
المحطات. كثيرا ما سألت نفسها: هل الوقوف في تلك المحطات يثري الرحلة أم يعطلها؟
اختلفت الإجابات...
عادت مرة أخرى إلى عالمها الخاص_تلك الحديقة
الغناء التي تثق أنها جزء من عالم الخيال الذي يثري قطار الواقع_ تتتبع وريقات
الأشجار المتطايرة بين ثنايا التلال، تراقبها بحثا عن اجابة: هل خريفها بداية أم
نهاية؟ هل هل توقف القطار في محطات الحياة ثراء للحياة نفسها أم ضياع للوجهة
المحددة؟ تتجول ثانية و تتناسى...
9 فبراير 2016
وسط البلد/قهوة الحرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق