الجمعة، 18 مارس 2016

طائر الشاطئ



رفعت سماعة التليفون، إنه الطلب الأسبوعي ، "فين المقالة يا أستاذنا؟" سؤال يجعلني أختبأ في صومعتي أسبوعيا، أمسكت الورقة و القلم، وجدتني أتساءل ماذا يريد القراء هذا الأسبوع، هل نتحدث سويا عن الحياة عامة، أعتقد أنهم ملوا ذلك، "طير جناحه مكسور" ، ثلاث كلمات ترنحت أمامي على الورقة، لا أعلم لماذا أتيت بالطير و لا ما أعنيه به!
نمت على الورق أو سرحت لا أعلم، فقط وجدتني على شاطئ البحر، وصلتني رائحته قبل أن أراه، و إذ بطائري المجهول مستلقيا على الرمال، حادثته: "ماذا بك؟" أجابني بلكنة مؤلمة "أرهقني هواء البحر"...
فقت و عدت إلى ورقتي و اكتشفت أنني رحت لهذا الطائر الذي يسكن بداخلي بالفعل ، و لكنني للأسف لا أراه إلا وقتما أريد فقط. شخبطت حواري مع الطائر على الورق بحبري الأسود...يرن التليفون ثانية "المقال يا أستاذنا؟"
طائري مكسور جناحه، يمكنني أن أؤجل المقال، خرجت إلى أحفادي و قلت لهم "يلا نلعب"، "هنلعب إيه يا جدو"، "هنلعب استغماية"، فرحوا جميعا، و ذهبوا للإختباء، لم أراهم في الشقة بل وجدتهم يواسون طائري على شاطئ البحر، يتلمسون جناحه...أراهم و لكني لا أستطع الامساك بهم...فقد أرهقني هواء البحر مثل طائر الشاطئ.
                                                                               15فبراير 2016
         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق