همس الريم
كم هو مؤلم نبش الذاكرة ...احيانا و ليس دائما
فوسط النبش فيما هو فات قد نجد و لو شعلة شمعة لتنير ما هو ات. ثلاثة ايام حتي
الان تهجم علي ذكريات من زمن فات. و يقطع حبل الذاكرة دائما صوت يأتي من بعيد .
أراه قريبا لأنه يمس العقل قبل القلب ...انه صوت عزيز من الماضي . يدخل علي و انا
في وسط الذكريات و يبدأ حديثه الناعم اللامع ...دخل محمد الغرفة و قطع الخلوة و
انين الذكريات و بدأ يزحف علي الارض حتي وصل الي جلبابي الذي يتدلي من علي
قدماي...انظر في عينيه و احمل جسمه الصغير بين يدي و استمتع بضحكته البريئة ثم
اداعبه قائلة: ما الذي اتي بك الي هنا؟
يبتسم و يقول بحروف تجمعها لغته غير المفهومة و لكني اعشقها: ...مام ...مام -ماذا بها امك يا تري؟!...احمله بين ذراعي و اخرج الي الصالة و انادي علي همس - يا همس ...يا همس-فاذا بصوتها العال و اسلوبها شديد اللهجة يرن من المطبخ: انتظري...ماذا تريدي ...انتظري. تركت الصغير بجوار كرته الشقية و سيارته الجميلة التي دائما العب بها معه و ذهبت اليها ...
- اتريدين مساعدة؟
- ترد بعصبية: كم الساعة؟
-الساعة الثانية و النصف
- و تقوليها بمنتهي السهولة!! ما هذا؟ ألم ترتدي ثوبك الجديد بعد؟
- و لماذا ارتديه؟! ..
- هل جننتي لقد اوشك حسن علي المجئ و معه هذا الذي يريد خطبتك للزواج...
- ألم أقل اني مازلت اكمل دراستي...الم اقل اني رأيته مرة و لا اطيقه...
- و لكن حسن رأه و جلس معه و قال انه رجل صارم و سيحميكي و يحافظ عليكي
- اذن يتزوجه حسن طالما يعجبه...
تركتها و ذهبت الي غرفتي ...لم انتبه حتي لمحمد و هو يناديني: ايم ...اييييييييييم. كنت اعشق حروفه المتناثرة بنطق اسمي يأ كل الراء و يحول غزالتي ريم الي ايم ...جرس الباب دق فجأة ...ارتعش جسدي و خفت ...لا بد انه حسن ...هل معه...؟؟!! حسن زوج اختي همس. طويل القامة ، عيناه تخيف من ينظر اليها، شعره يكسي رأسه و يطول كتفيه، له ملامح الحسن بالفعل، ربما الشئ الوحيد الذي اخذه من اسمه، فطباعه لا تمس الحسن بصلة، كلما انظر الي ولده الصغير الذي لم يكمل العام بعد، اخاف ان يأخذ طباع أبيه مثلما أخذ ملامحه....قطع محمد العنان مرة اخري بقدومه الي الحجرة مع همس هذه المرة. يبدو عليها الصدمة، فما زلت بجلباب النوم ، نظرت الي نظرة، تجمع بين الشفقة و الاسترقاق و اللين و قالت بهدوء لم اعتده منها: هيا يا ريمي لقد وصل حسن و معه...
- اكملي يا همس ...معه من يريد شرائي ...معه من سترميني له ...اهذه وصية ابوكي..أدمعت عيناها و لكنها سرعان ما اخفت عني الؤلؤ المنثور منها و لكن فضحها محمد مداعبا، و مسح دمعتها...ابتسمت فهنا وصلني شعور ان محمد لم يرث طباع أبيه. تعجبت همس من ابتسامتي. و وضعت محمد علي الكرسي الهزاز الموجود في حجرتي...و اذ بها تبتسم هي الاخري و تقول : مسح محمد دمعتي...الشئ الذي لم يفعله ابوه من سنين...انقطعت خلوتنا مرة اخري و لكن هذه المرة علي صوت حسن الاجش و هو مناديا: يا همس ...يا همس ...يا أم محمد هيا حضري الغداء
انتفضت همس و تركت محمد في الحجرة و ذهبت الي المطبخ لتنفذ الامر. تركت محمد معي علي الكرسي الهزاز الذي ورثناه عن ابي رحمه الله ...محمد يلعب علي الكرسي و يناديني مداعبا: ايم ...ايييييييييييم
- ماذا تريد يا ابن حسن ...ماذا تريد؟! يرد علي بالضحكة التي تملأ ارجاء غرفتي فأعشقها ...و تقطعها امه ثانية:
-يا ريم الله يرضي عليكي
-ماذا تريدي يا همس؟
-تعلمين جيدا لا داعي للف و الدوران...
- لن اخرج لمقابلته و قلت هذا من قبل
- بالله عليكي هذه المرة فقط ...الرجل عندنا
نظرت اليها و سكتُ، لا اعلم لماذا؟! بل اني لم أسكت فقط ...قمت و ارتديت الثوب الجديد...ربما استعطفتني نظرة عيناها التي دائما تلمع بدموع راكزة و متماسكة كاللؤلؤ المنثور.عيناي في عيناها تسألها: اترضين لاختك الزواج بمن تسميه "هذا"... صاحب الخمسين عام...و انا لم اكمل ثمانية عشر عام بعد؟
-ترد عيناها باجابة واحدة مرصعة باللؤلؤ المتناثر: ما باليد حيلة.
كرهت النظر لعيناها...كرهت قلة الحيلة. لماذا ترضخ لكل ما يقول حسن دون مناقشة...لم تكن امي كذلك مع ابي، علي العكس تماماً تعلمت منهما كيف يكون النقاش و المعني الحقيقي للمشاركة الحياتية...
بعد ان كحلت عيناي و رسمت بالاحمر شفتاي خرجنا سوياً و بيدي محمد ...تعجبت منه ...يده تتشبث بفستاني و الاخرة تحتضن كف يدي كأني سأهرب منه...او ربما يشدني معترضا...من لم يكمل العام لا يرضيه ..و ابيه يريد بيعي.. ياااااااااه ما هذا الزمان؟! دخلت المطبخ و اعطتني همس الصينية بها الشاي و بعض الحلويات...خرجت و كأنني احمل كفني. كم دعوت ان تنشق اﻻرض و تبلعني، و لكن لم يحدث ذلك، انحنيت لأول مرة في حياتي ...لا لأقدم الشاي ، بل كان يملأني شعور انني اقدم نفسي علي طبق من الفضة، كنت اريد البكاء بشدة ، و لكني أبيت ذلك، او أجلته فقط الي ان اختلي بنفسي. الاستاذ عادل القاضي، لم اري منه العدل حتي و ان كان قاضي، كما نقول اسم علي مسمي، فهناك ايضا اسماء لا يستحقها أصحابها، مد يده لأخذ الشاي و ابتسم ابتسامة العجوز الذي تخطي الخمسين عام، لم ارد اليه حتي الابتسامة، همس و عيناها تقتلني، و لكن كيف لي ان ارضيهم في ذلك الشأن، تمنيت لو كان أبي معي ليحميني منهم ، اشتقت لحضنه، كسر حسن حاجز صمتي و قال: ما ذا بك يا عروسة؟
يبتسم و يقول بحروف تجمعها لغته غير المفهومة و لكني اعشقها: ...مام ...مام -ماذا بها امك يا تري؟!...احمله بين ذراعي و اخرج الي الصالة و انادي علي همس - يا همس ...يا همس-فاذا بصوتها العال و اسلوبها شديد اللهجة يرن من المطبخ: انتظري...ماذا تريدي ...انتظري. تركت الصغير بجوار كرته الشقية و سيارته الجميلة التي دائما العب بها معه و ذهبت اليها ...
- اتريدين مساعدة؟
- ترد بعصبية: كم الساعة؟
-الساعة الثانية و النصف
- و تقوليها بمنتهي السهولة!! ما هذا؟ ألم ترتدي ثوبك الجديد بعد؟
- و لماذا ارتديه؟! ..
- هل جننتي لقد اوشك حسن علي المجئ و معه هذا الذي يريد خطبتك للزواج...
- ألم أقل اني مازلت اكمل دراستي...الم اقل اني رأيته مرة و لا اطيقه...
- و لكن حسن رأه و جلس معه و قال انه رجل صارم و سيحميكي و يحافظ عليكي
- اذن يتزوجه حسن طالما يعجبه...
تركتها و ذهبت الي غرفتي ...لم انتبه حتي لمحمد و هو يناديني: ايم ...اييييييييييم. كنت اعشق حروفه المتناثرة بنطق اسمي يأ كل الراء و يحول غزالتي ريم الي ايم ...جرس الباب دق فجأة ...ارتعش جسدي و خفت ...لا بد انه حسن ...هل معه...؟؟!! حسن زوج اختي همس. طويل القامة ، عيناه تخيف من ينظر اليها، شعره يكسي رأسه و يطول كتفيه، له ملامح الحسن بالفعل، ربما الشئ الوحيد الذي اخذه من اسمه، فطباعه لا تمس الحسن بصلة، كلما انظر الي ولده الصغير الذي لم يكمل العام بعد، اخاف ان يأخذ طباع أبيه مثلما أخذ ملامحه....قطع محمد العنان مرة اخري بقدومه الي الحجرة مع همس هذه المرة. يبدو عليها الصدمة، فما زلت بجلباب النوم ، نظرت الي نظرة، تجمع بين الشفقة و الاسترقاق و اللين و قالت بهدوء لم اعتده منها: هيا يا ريمي لقد وصل حسن و معه...
- اكملي يا همس ...معه من يريد شرائي ...معه من سترميني له ...اهذه وصية ابوكي..أدمعت عيناها و لكنها سرعان ما اخفت عني الؤلؤ المنثور منها و لكن فضحها محمد مداعبا، و مسح دمعتها...ابتسمت فهنا وصلني شعور ان محمد لم يرث طباع أبيه. تعجبت همس من ابتسامتي. و وضعت محمد علي الكرسي الهزاز الموجود في حجرتي...و اذ بها تبتسم هي الاخري و تقول : مسح محمد دمعتي...الشئ الذي لم يفعله ابوه من سنين...انقطعت خلوتنا مرة اخري و لكن هذه المرة علي صوت حسن الاجش و هو مناديا: يا همس ...يا همس ...يا أم محمد هيا حضري الغداء
انتفضت همس و تركت محمد في الحجرة و ذهبت الي المطبخ لتنفذ الامر. تركت محمد معي علي الكرسي الهزاز الذي ورثناه عن ابي رحمه الله ...محمد يلعب علي الكرسي و يناديني مداعبا: ايم ...ايييييييييييم
- ماذا تريد يا ابن حسن ...ماذا تريد؟! يرد علي بالضحكة التي تملأ ارجاء غرفتي فأعشقها ...و تقطعها امه ثانية:
-يا ريم الله يرضي عليكي
-ماذا تريدي يا همس؟
-تعلمين جيدا لا داعي للف و الدوران...
- لن اخرج لمقابلته و قلت هذا من قبل
- بالله عليكي هذه المرة فقط ...الرجل عندنا
نظرت اليها و سكتُ، لا اعلم لماذا؟! بل اني لم أسكت فقط ...قمت و ارتديت الثوب الجديد...ربما استعطفتني نظرة عيناها التي دائما تلمع بدموع راكزة و متماسكة كاللؤلؤ المنثور.عيناي في عيناها تسألها: اترضين لاختك الزواج بمن تسميه "هذا"... صاحب الخمسين عام...و انا لم اكمل ثمانية عشر عام بعد؟
-ترد عيناها باجابة واحدة مرصعة باللؤلؤ المتناثر: ما باليد حيلة.
كرهت النظر لعيناها...كرهت قلة الحيلة. لماذا ترضخ لكل ما يقول حسن دون مناقشة...لم تكن امي كذلك مع ابي، علي العكس تماماً تعلمت منهما كيف يكون النقاش و المعني الحقيقي للمشاركة الحياتية...
بعد ان كحلت عيناي و رسمت بالاحمر شفتاي خرجنا سوياً و بيدي محمد ...تعجبت منه ...يده تتشبث بفستاني و الاخرة تحتضن كف يدي كأني سأهرب منه...او ربما يشدني معترضا...من لم يكمل العام لا يرضيه ..و ابيه يريد بيعي.. ياااااااااه ما هذا الزمان؟! دخلت المطبخ و اعطتني همس الصينية بها الشاي و بعض الحلويات...خرجت و كأنني احمل كفني. كم دعوت ان تنشق اﻻرض و تبلعني، و لكن لم يحدث ذلك، انحنيت لأول مرة في حياتي ...لا لأقدم الشاي ، بل كان يملأني شعور انني اقدم نفسي علي طبق من الفضة، كنت اريد البكاء بشدة ، و لكني أبيت ذلك، او أجلته فقط الي ان اختلي بنفسي. الاستاذ عادل القاضي، لم اري منه العدل حتي و ان كان قاضي، كما نقول اسم علي مسمي، فهناك ايضا اسماء لا يستحقها أصحابها، مد يده لأخذ الشاي و ابتسم ابتسامة العجوز الذي تخطي الخمسين عام، لم ارد اليه حتي الابتسامة، همس و عيناها تقتلني، و لكن كيف لي ان ارضيهم في ذلك الشأن، تمنيت لو كان أبي معي ليحميني منهم ، اشتقت لحضنه، كسر حسن حاجز صمتي و قال: ما ذا بك يا عروسة؟
لم انظر اليه نظرة الرجاء طيلة حياتي ، فلم
اعتدها، مثلما قال أبي "الدماغ حجر صوان" ، كنت اعشق لكنته الصعيدية، يا
تري يشعر بي الأن؟!قطع صمتي حسن مرة اخري : ماذا بكي يا عروسة؟
- ردت همس: أكيد مكسوفة.
- قطعت كلامهما بجرأتي المعتادة: من ماذا اكون
مكسوفة؟
- رد حسن: من عريسك يا ريم
- رد حسن: من عريسك يا ريم
- الاستاذ عادل قاطعهم: مكسوفة...لماذا؟ عرسنا
الخميس القادم يا ييم
لم انتبه انه كسر راء غزالتي و ناداني ييم و ليس
ريم، و لكن من سيتزوج؟ هل قال...الخميس القادم؟!! وقفت من هول الصدمة، تفاجأ
الجميع حتي هذا "العادل"، نظرت الي حسن، الذي تخيفني عيناه، و لكنه خاف
من نظرتي هذه المرة، او ظننت انا ذلك.وقفت همس و قالت: الي اين يا ريم...ستحضرين
الشربات؟ اليس كذلك؟!نظرت اليها و كدت انطق و اجيبها و لكنها تعلم الاجابة جيدا.
قطع حسن مواجهة العيون بيني و بين همس قائلا: لا اذهبي انتي يا همس و احضري
الشربات للعرسان.نظرت اليه مرة اخري ، و لكن سرعان ما منعتني عيون همس، و مداعبات
محمد علي صدر أمه، حبل واصل بيني و بين اختي، كما كان يقول ابي "ثنائية همس
الريم، تهمس همس و تغمرنا بسينفونيات هدوئها المعتاد و تجري ريم كغزال اسمها الذي
اخترته لها ، فتغطي علي همس بحيويتها
الجميلة"، صدمتني عيناها و اللؤلؤ المنثور الذي يكاد يخرج منها، سكتُ
ثانية، ذهبت همس و اتت بالشربات، مشهد ليس به الا النظرات، اتجول بعيني، و اعود
الي عين محمد الساحرة البريئة ، و اذ فجأة ينا ديني محمد: ايم ...ايييييييييم ....لءةةةةة
لءءءءءة .هل هذه علامة يا ابن حسن؟! لا... هي اول كلمة جمعتها الحروف علي لسانك
...و لكن لماذا تقولها الان ؟!! هل تفهم ما انا مقدمة عليه؟!! الحمد لله انزاحت
الغمة، و لو حتي قليلا، ذهب عادل القاضي، خرج من بيتنا علي ان يعود ثانية بالمأذون
ليتمم الزواج. يا تري ماذا افعل ، باقي ثلاثة ايام علي يوم الخميس، هل انتحر ...هل
اترك المنزل....الف هل تنهال علي . ما هذا الجحيم، اعود الي حجرتي، عدت مجددا الي
نبش الذاكرة ...الي عزيز الماضي...الي الصوت الناعم اللامع، صوت أبي يحاور أمي عني
انا و همس، يقول: لا اخاف علي ريم دماغها حجر صوان و لها دائما قرار يأتي من عقلها
و قلبها معا، و لكن يقتلني قلقي علي همس، تحب حسن بجنون يكسر نظرتها لنفسها، تزوجت
همس من سنتين و كرمني الله برؤية ولدها محمد قبل ان اموت. حمدا لله. قاطعته امي
الغالية: لما تقول هذا؟! أطال الله عمرك يا حبيبي. بعد هذا المشهد بشهر مات ابي و
لم تكمل أمي الاسبوع بعده، فارقتنا بعده، تركوني لقسوة حسن، هل استمر بالنبش في
الذكريات. يا ربي ماذا افعل الان؟ قطع محمد حبل ذكرياتي المشدود كالوتر مرة
اخري...اذ به يزحف علي الارض و لكن يتشبث بذيل فستاني و تقبض يده الاخري علي صورة
لي مع أبي بعد حصولي علي الثاموية العامة، اتذكر يومها كأنه كان امس، يومها طلبت
من أبي ان يكتب لي شيئا علي ظهر الصورة، مسك ابي قلمه المعلق في جيب بدلته و كتب
لي: "الي ريم قلبي ...أديبة المستقبل، كوني كما عودتيني دائما، و حافظي علي
كبرياء عيونك، و اياكي ترك همس القلب، انتي صغيرة السن و كبيرة العقل و الحس"
، ادمعت عيناي علي رحيل الاحباء، و لكني سرعان ما تذكرت وصيته، نظرت الي محمد و
رفعته من علي الارض، و احتضنته كأني اري فيه جده رحمه الله، هل وصاك الحبيب ان
تأتي بهذه الرسالةة الان؟! ...تداعبني ملامح وجهه البرئ، وضعته علي الكرسي
الهزاز...المكان المفضل لجده رحمه الله....ضحك لي و ناداني بأسمي: اييييم، تركت
غرفتي و ذهبت الي الصالة وجدت همس و حسن، يجلسان سويا، ليرتبوا حفل زواجي، لمحني
حسن و قال: احسنتي ، كدت أنادي عليكي الان ، تعالي
- انا ايضا اريد الحديث معك يا حسن.
- دعينا ننتهي اولا من ترتيبات فرحك
- لن اتزوج
قلتها بقوة جعلت همس تقف و تقول انها ستدخل
لتطمئن علي محمد، حسنا فعلت فعين همس القلب هي التي قد تؤثر علي، وقف حسن و كأنه
يواجههني في معركة حياة أو موت و قال: ماذا تقولين؟
- كما سمعت
- قلت لكي من قبل ان زواجك لابد ان يتم ...الزواج
سترة
- سترة؟؟!! هل السترة ان بنت ال 18 سنة تتزوج من
تخطي الخمسين؟؟؟!!
- انه ليس بالسن...فهذا مناسب لكي...انتهي
الكلام، انا المسئول عنك انتي و همس.
- ان كنت مسئولا عن همس ، فهذا لأنها زوجتك و أم ابنك، اما انا فأنا ريم عامر محمد، و لست همس حسن عبد الحميد، اعلم انها تحبك و قد تتضايق من كلامي، و لكنها في النهاية أختي، احبتك بجنون كسر نظرتها لنفسها كما قال أبي رحمه الله
- ان كنت مسئولا عن همس ، فهذا لأنها زوجتك و أم ابنك، اما انا فأنا ريم عامر محمد، و لست همس حسن عبد الحميد، اعلم انها تحبك و قد تتضايق من كلامي، و لكنها في النهاية أختي، احبتك بجنون كسر نظرتها لنفسها كما قال أبي رحمه الله
- ماذا تقولين.. هل جننتي يا بنت عم عامر؟
نظر الي نظرة تخيف همس القلب و لكن ريم القلب
يطغو شموخها دائما في هذه المواقف، وجدت نفسي ابادله نفس النظرة، عيني في عينيه.
اذ به يمسك بذراعي و يلويه و يقول: اذا
فشل الحاج عامر في تربيتك، فخيرا انه مات و ترك لي هذه المهمة.
خرجت همس علي صوت صراخي و انا اقول له: عامر محمد
مات و هو راض عني و عن تربيته و انا فخورة به الي اخر الزمان و في كل مكان، هل
يخيفك تربيته لي؟!
استشاط حسن غضبا و اذ به يصفعني بالقلم و يقول:
كلمة واحدة عادل القاضي سيكون زوجك الخميس المقبل و نسيت اقول لكي ايضا يا دلوعة
ابوكي ، عادل غير موافق ان تكملي في الجامعة.
خبر اخر
ضمن صدمات تنهال علي، بكيت في حضن همس، شممت رائحة أمي في المكان، هل جاءت لتطمئن
علي؟!!! ابكي بكاءاً هيستيريا، يرزع باب الغرفة و يتجه الي باب الشقة قائلا: عقلي
اختك يا همس!
- أرأيتي ما فعله زوجك يا همس؟!
- ماذا تريديني ان افعل يا ريم؟
- ماذا؟! يجب ان تفوقي من هذا الحب الاعمي...
- حسن يريد مصلحتك يا ريم
نظرت اليها نظرة يائسة، احزن علي همس القلب، هل
هذا حب؟ تمنعت همس عن النظر الي عيناي، و لكن بقي السؤال هل الحب يضعف يا همس
القلب؟ لا أظن ذلك و لكن ...ما هذا يا تري؟؟!! ياااااااااااااه اين انت يا عم
عامر؟!
-
اعقلي يا ريم، ان عاد حسن و وجدك علي عنادك
لأرتكب جريمة.
-
جريمة! همس انا أختك...أتقفين معه ضدي
لا تدري همس، أو ربما تعلم و تتجاهل ان حسن
يريد بيعي و قبض الثمن، الا تفوقي يا همس القلب؟!
-
هيا يا ريم اغسلي وجهك و استهدي بالله
-
سأغسله ...فقط لأني لا أريده يظن انه هزم ريم قلب
أبي...يكفيه الهمس، حتي لا تنقطع الثنائية التي يتمناها
انغمر جمال عيون هممس بدموع لم ارها من قبل
و اذ بها تصرخ و تقول: ارحميني يا رييييييييييم ...ارحميني، حضنتها بقوة، انهمرت
في البكاء، لم أرها كذلك من قبل، فكانت دائما تحاول كتم اللؤلؤ في عيناها...
-
اهدي يا همس...لا تخافي
-
عودني حسن الخوف، عصيت ابي لأتزوج من احببت، و لم
يقدر، احبه و لكن ينقصني الكثير، هل من السهل علي يا ريم قلب عم عامر ان اراه
يضربك...
-
اعلم يا حبيبتي...رأيت في عينيكي الكلام...لم
يضرب احدنا عم عامر قط...و لكن لا يمكن ان يظل الكلام محبوسا في عيناكي...لما لا
تواجهيه معي؟
-
و محمد يا ريم ...لا أضمن مواجههته و لا نتائجها
-
مهما كانت النتائج ...صدقيني انها في صالحك انتي
و محمد
و لأول مرة منذ مات أبي، أجدها تقف و تذهب الي
الدولاب و تأتي لي بصورتنا مع أبي و تقول بحزن: الله يرحمك يا عم عامر يا ليتني
صدقت كلامك عنه...نظرنا الي ظهر الصورة سويا لاننا اعتدنا ان يترك عم عامر رسالة
علي كل ذكري لنا..." همس الريم ثتائية جميلة تقوي كل منهما بالاخري و اقوي
انا بهم طيلة حياتي و بحريتهم بعد مماتي" ...
-
هيا يا ريم نغسل وجههنا و نطمئن علي محمد لا اسمع
له صوت
قالتها همس قوية، همس قلب أبي...هل عادت لوعيها، ابتسمت
لها و قلت: هيا بنا...خرجنا الي الصالة فوجدنا محمد يستقبلنا بإبتسامته الدافئة و
ينادي علي اسمي: ايييييم ...ايييييييييم
نظرت الي همس و هي تقول: افرحي يا ست ريم، هل
هناك من غني اسمك هكذا؟
ضحكنا و علي صوت سيمفونية همس الريم ، الي ان
انفتح الباب و دخل حسن و قال: تضحكون اذن عقلتي اختك يا همس. خيرا فعلتي.
-
ريم لن تتزوج هذا العادل يا حسن
لم اتوقع ان همس ستسمع نداء قلب أبيها الاتي من
الماضي، صدقت الذكريات كنت اظنها نبش فقط، و لكن ها هي الشمعة تنير!
-
اذن جننتي انتي الثانية؟!
-
بل عقلت...لن أبيع اختي
-
هل الزواج بيع؟
-
لا الزواج امان ...حنان و دفئ في كل مكان...وصال
بين شخصين...و لكنه ليس دمع محبوس في العين...كفاك يا حسن ...كفاااااااااااك!
-
هل يعجبك هذا يا ريم أختك تخسر بيتها بسببك...
-
بسببي يا حسن ...ألم تفهم بعد ...قال أبي يوما
انك غبيا و لم نصدقه
-
احفظي لسانك يا بنت عامر...المشكلة ان أبوكم لم
يعودكم ان أدم هو أساس حواء ...و انتم مجرد ضلع أعوج
-
ههههههههههه أتسمعين زوجك يا همس ...يرانا مجرد
ضلع أعوج. اتمني تكوني فهمتي...
تنظر اليه و لكني هذه المرة أري الكبرياء
في عينيها، استعادت همس نظرتها لنفسها و وقفت و اذ بها تقول: انا المخطئة اني قبلت
هذا الوضع من قبل. أنا لست ضلع أعوج. أخطئت بحق أبي عندما تناسيت ما عودني عليه...
-
اعقلي يا همس و حافظي علي بيتك...
-
فات الاوان يا حسن...فات...يا أبو محمد
نظرة عين همس الي ابنها محمد تقتلني، هل تفكر ان
تتحمل ما لا طاقة لها به من أجله؟!!
أجابتني همس بصوت رنان و قوي: أحببتك يا حسن و لا
أنكر أني ما زلت احبك و لكن علمني أبي ان حواء ليست ضلع أعوج و ان كان أدم أساس
فهي كيان ذلك الاساس و لا وجود له دونها...إلتفتت إلي محمد و قالت: مسح ابنك دموع
من تظنها ضلعا أعوج اليوم دون ان يعي انه يفعل ذلك...ألم تفهم بعد؟!!
خرج حسن و لم يعد حتي الان، أصبح محمد محاميا
كبيرا، و ظلت بسمته تملأ علي البيت انا و همس اكمل السيمفونية التي حلم بها جده
رحمه الله، سمعنا ان حسن ذهب الي الوجه القبلي و تزوج أبنق عمه و مازال كما هو، و
لم يسأل علي ابنه فقط لأنه لم يأتي من ضلع أعوج، أكتمل حلم أبي بزواجي من الشاب
الذي أحبه بالعقل و القلب، و توجنا حياتنا، بالدكتور عامر و المهندسة رنا، كنت
أتمني ان يرى عم عامر الله يرحمه ثنائيته همس الريم و هي تكتمل و تتوج بالنجاح
...نبش الذكريات لا يغيب ابدا ، شمعة عم عامر دائما تضئ الطريق...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق