سيادة نملة من عمق
حفرة
(عن مختارات من مجموعة
سعاد سليمان "شهوة الملائكة" )
كتبت سعاد سليمان "شهوة الملايكة" كمجموعة
قصصية لتزيد خطوة على مشوارها المهمومة فيه بالمهمشين، تبنت فيه أسلوبا جديدا
للقصة القصيرة، حيث ضفرت الومضة_التي لا تزيد أحياناً عن سطر أو سطرين_ مع القصة
القصيرة_التي تصل إلى ثلاث صفحات. كتبت بطريقة متوازية يتشابك فيها الجانبين
بطريقة أو بأخرى؛ كي يدعم كل منهما الأخر. ففي "حفر" الومضة التي لم
تتجاوز السطرين، كثفت في أعماقها الفكرة، و رسمت حواء تسود أعماق أدم و هي في
أحضانه، تحفر خفية "بنصل حاد"؛ حتى تصبح "أشطر من نملة
مهروسة"، و كان هذا عنوان القصة المقابلة "لحفر". استطاعت سعاد
إكمال عرضها لسيادة حواء، رسمت صورة "عالم أناني"، شبهته بمملكة
النمل_رغم أن النمل متعاون و منظم جدا.كان لها عالم يهرس نصف المجتمع و يساعده في
ذلك النصف "المهروس" ذاته، دون أن يدري، أو ربما يدري و لكنه لا يفكر في
شئ بل ذاته "ليضمن بقاءه"، تعتبر بطلة قصتها "أشطر" من تلك
النملة، نعم "تنكمش قليلاً"، و لكن سرعان ما تستند إلى "النصل
الحاد" _في ومضتها "حفر"_ لتستعيد قوة الحفر و " تكمل الطريق"،
و تفرض سيادتها من عمق الحفرة إلى القمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق