الخميس، 23 أبريل 2015

سيادة نملة من عمق حفرة


سيادة نملة من عمق حفرة
(عن مختارات من مجموعة سعاد سليمان "شهوة الملائكة" ) 
كتبت سعاد سليمان "شهوة الملايكة" كمجموعة قصصية لتزيد خطوة على مشوارها المهمومة فيه بالمهمشين، تبنت فيه أسلوبا جديدا للقصة القصيرة، حيث ضفرت الومضة_التي لا تزيد أحياناً عن سطر أو سطرين_ مع القصة القصيرة_التي تصل إلى ثلاث صفحات. كتبت بطريقة متوازية يتشابك فيها الجانبين بطريقة أو بأخرى؛ كي يدعم كل منهما الأخر. ففي "حفر" الومضة التي لم تتجاوز السطرين، كثفت في أعماقها الفكرة، و رسمت حواء تسود أعماق أدم و هي في أحضانه، تحفر خفية "بنصل حاد"؛ حتى تصبح "أشطر من نملة مهروسة"، و كان هذا عنوان القصة المقابلة "لحفر". استطاعت سعاد إكمال عرضها لسيادة حواء، رسمت صورة "عالم أناني"، شبهته بمملكة النمل_رغم أن النمل متعاون و منظم جدا.كان لها عالم يهرس نصف المجتمع و يساعده في ذلك النصف "المهروس" ذاته، دون أن يدري، أو ربما يدري و لكنه لا يفكر في شئ بل ذاته "ليضمن بقاءه"، تعتبر بطلة قصتها "أشطر" من تلك النملة، نعم "تنكمش قليلاً"، و لكن سرعان ما تستند إلى "النصل الحاد" _في ومضتها "حفر"_ لتستعيد قوة الحفر و " تكمل الطريق"، و تفرض سيادتها من عمق الحفرة إلى القمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق